يصبح اللاعبون النجوم أحياناً جزءاً من فولكلور اللعبة وبالتالي من الصعب إيجاد خليفة لهم في الملاعب عندما يعتزلون نهائياً.
وقبل بداية البطولات الأوروبية المحلية يلقي منتدى الساحرة المستديـره الضوء على أسماء كبيرة اعتزلت مؤخراً وسيترك غيابها ثغرة كبيرة الموسم القادم.
يعتبر المدافع الإيطالي الأنيق باولو مالديني رمزاً في تاريخ كرة القدم لانه استمر طويلاً في الملاعب، حتى أن اللاعبين الذي سيشاركون في كأس العالم تحت 20 سنة في مصر الشهر المقبل لم يكونوا قد ولدوا عندما خاض مالديني أول مباراة رسمية له في الدوري الإيطالي. وحدث هذا الأمر في موسم 1984-1985، وعلى مدى المواسم الـ24 التالية ظل مالديني الذي تخرّج من صفوف ناشئي ميلان وفياً لناديه طوال مسيرته الكروية، في حين دافع عن ألوان قميص آخر وهو قميص المنتخب الوطني.
وعلى مدى عقدين في صفوف ميلان، نجح الظهير الأيسر الذي لا يعرف الكلل وهو ابن أسطورة أخرى في ميلان، تشيزاري مالديني، في إحراز مجموعة رائعة من الألقاب تتضمن كأس العالم للأندية ودوري أبطال أوروبا خمس مرات والدوري الإيطالي سبع مرات.
وعندما خاض مالديني آخر مباراة له ضد فيورنيتنا نهاية الموسم الماضي لخّص نائب رئيس ميلان أدريانو جالياني مسيرته الطويلة في الملاعب بقوله "احتفظ مالديني بمركزه أساسياً في صفوف ميلان لأنه افضل لاعب في مركزه." ولأن لمالديني مكانة كبيرة في ميلان، فقد قرر النادي سحب القميص رقم 3 الذي حملها مالديني طوال مسيرته في الملاعب تكريماً له.
ولم يكن مالديني المخضرم الوحيد الذي ودع الملاعب في الأسابيع الأخيرة. فقد قرر البرتغالي لويس فيجو الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم 2001، وعلى جائزة الكرة الذهبية 2000 اعتزال اللعب نهائياً وهو في قمة مستواه بعد مسيرة حافلة أيضاً بالألقاب أمتع خلالها أنصار الفرق التي دافع عن ألوانها بفضل فنياته العالية حيث توّج بطلاً لأسبانيا في صفوف ريال مدريد مرتين ومع غريمه التقليدي برشلونة مرتين أيضاً. وعندما انتقل إلى صفوف إنتر ميلان الإيطالي في أواخر مسيرته توّج بطلاً للدوري في صفوفه أربع مرات ليضيفها إلى رصيده الشخصي.
واعتبر فيجو الذي خاض أكبر عدد من المباريات الدولية مع المنتخب البرتغالي (127 مباراة) الأمر الذي يشعره بالرضى بالنسبة إليه طوال مسيرته هو "عدم وجود أي مشكلة مع أي من زملائي." وسيسعد المدافعون فقط لاعتزاله بعد أن أقلق راحتهم مراراً وتكراراً طوال مسيرته.
وقرر أيضاً بافل نيدفيد الذي توج بلقب أفضل لاعب أوروبي شأنه في ذلك شأن فيجو الإعتزال نهائياً. وفاز لاعب الوسط الأشقر (36 سنة) بالدوري الإيطالي ثلاث مرات حيث فاز مرة واحدة مع لاتسيو عام 2000، ومرتين مع يوفنتوس عامي 2002 و2003. وقال نيدفيد بعد خروج فريقه أمام تشيلسي في الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا في شباط/فبراير الماضي "أود الاستمرار في الملاعب بيد أن جسدي وعقلي أرسلا لي إشارة بأنه حان الوقت لأعطي الفرصة للاعبين الشباب". وأسدل ندفيد الستارة على مسيرة رائعة نجح في خلالها من تأكيد قدراته الهائلة على أعلى المستويات.
واضطر المدافع الأرجنتيني خوان بابلو سورين إلى الإعتزال بداعي الإصابات المتكررة التي لحقت به. وكان سورين لاعباً مميزاً في الملاعب بفضل أدائه القتالي. وبعد أن لعب في الدوري الأرجنتيني والبرازيلي، حقق سورين طموحه باللعب لأندية عدة في إيطاليا وأسبانيا وألمانيا وفرنسا، كما حمل شارة القيادة في نهائيات كأس العالم 2006 ..
وتعرض مدافع باير ليفركوزن ومنتخب ألمانيا بيرند شنايدر هو الآخر لإصابات عديدة، فاضطر إلى الغياب عن نهائيات كأس أمم أوروبا 2008 لإصابة في ظهره، ثم تعرض لإصابات متتالية في ربلة الساق اضطرته إلى الإعتزال نهاية الموسم الماضي. وفشل شنايدر في إحراز أي لقب علماً بأنه خسر نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 ونهائي كأس العالم في العام ذاته وخاض 81 مباراة دولية.
في المقابل نجح زميله ميكايل تارنات في إحراز بعض الألقاب حيث ساهم في قيادة بايرن ميونيخ إلى إحراز اللقب المحلي أربع مرات بين عامي 1999 و2003، ودوري أبطال اوروبا عام 2001. وأعلن تارنات الذي شغل مركز الظهير الأيسر وكان يتمتع بتسديدات صاروخية اعتزاله اللعب نهائياً بعد أن بلغ التاسعة والثلاثين من عمره ليحذو حذو زميله الفرنسي ويلي سانيول. وحظي سانيول بلفتة رائعة من أنصار بايرن ميونيخ في مدرجات ملعب آليانز أرينا في شباط/فبراير الماضي عندما أعلم النادي بأنه سيعتزل اللعب نهائياً. وصرح المدير الرياضي في بايرن ميونيخ أولي هونيس بعد رحيل سانيول "سيكون من الصعب جداً إيجاد لاعب مثل ويلي."
وأعلن لاعب الوسط الروسي أليكسي سميرتين اعتزاله اللعب أيضاً بعد 17 عاما شهدت انتقاله من روسيا إلى بوردو الفرنسي حيث أمضى ثلاثة مواسم ملفتة قبل الإنتقال إلى صفوف تشيلسي الإنجليزي الذي ساعده في إحراز اللقب عام 2005.
في المقابل، لم يحقق اللاعب الأوكراني سيرجي ريبروف الذي دافع عن ألوان توتنهام اللندني أي نجاح في الدوري الإنجليزي الممتاز. إلا أنه عوّض هذا الأمر بفوزه بالدوري الأوكراني تسع مرات في صفوف دينامو كييف. وأعلن ريبروف هداف دوري أبطال أوروبا عام 2000 اعتزاله نهائياً حيث قرر الإنتقال الى مجال التدريب للإشراف على ناشئي دينامو كييف تحديداً.
وودع هداف آخر الملاعب هذا الصيف وهو الفرنسي ستيف سفيدان. وخاض سافيدان معظم مسيرته لاعباً هاوياً قبل أن يطرق باب الدرجة الأولى الفرنسية متأخراً بعض الشيء حيث تألق في صفوف فالنسيان ثم كاين فتم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب الفرنسي الأول في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2008 قبل أشهر قليلة من نهاية مسيرته.
ما رأيك؟
قرر أربعة لاعبين كبار آخرين الإعتزال وهم السويدي هنريك لارسون والدنماركي مارتن لاورسن والتشيكي توماس جالاسيك والإيطالي فينتشنزو مونتيلا. هل تعتقد بأن هؤلاء سيندمون على اتخاذ قرار الإعتزال؟ اضغط على "أضف تعليقك" وشاركنا برأيك.